فأجاب - حفظه الله - بقوله: التوحيد: " إفراد الله - عز وجل - بما يختص به ويجب له ". والإيمان هو " التصديق المتضمن للقبول والإذعان ".
وبينهما عموم وخصوص فكل موحد مؤمن، وكل مؤمن موحد بالمعنى العام.
ولكن أحيانا يكون التوحيد أخص من الإيمان، والإيمان أخص من التوحيد. والله أعلم.
(٣) وسئل فضيلته: عن شرك المشركين الذين بعث فيهم النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فأجاب قائلا: بالنسبة لشرك المشركين الذين بعث فيهم النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه ليس شركا في الربوبية؛ لأن القرآن الكريم يدلُّ على أنهم إنما كانوا يشركون في العبادة فقط.
أما في الربوبية فيؤمنون بأن الله وحده هو الربٌّ، وأنه مُجيبُ دعوة المضطرين، وأنه هو الذي يكشف السوء إلى غير ذلك مما ذكر الله عنهم من إقرارهم بربوبية الله - عز وجل - وحده.
ولكنهم كانوا مشركين بالعبادة يعبدون غير الله معه، وهذا شرك مخرج عن الملة؛ لأن التوحيد هو عبارة - حسب دلالة اللفظ - عن جعل الشيء واحدا، والله - تبارك وتعالى - له حقوق يجب أن يفرد بها وهذه الحقوق تنقسم إلى ثلاثة أقسام: