«وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رفع الصحابة أصواتهم بالذكر:" أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا؛ إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» متفق عليه.
ــ
وفيه من الفوائد المسلكية: التحذير من شر النفس، وتعظيم شأن الدين، وأن يحرص على تلافي الدِّين بقدر الإمكان، ويقتصد في ماله طلبا وتصرفا؛ لأنه إذا اقتصد في ذلك؛ سلم غالبا من الفقر والدين.
هذا الحديث في إثبات قرب الله تعالى.
كان الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إذا علوا نشزا؛ كبروا، وإذا نزلوا واديا؛ سبحوا؛ لأن الإنسان إذا ارتفع؛ قد يتعاظم في نفسه، ويرى أنه مرتفع عظيم؛ فناسب أن يقول: الله أكبر تذكيرا لنفسه بكبرياء الله عز وجل، وأما إذا نزل؛ فهذا سفول ونزول، فيقول: سبحان الله تذكيرا لنفسه بتنزه الله عن السفل. فكان الصحابة رضي الله عنهم يرفعون أصواتهم بالذكر جدا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام:«أيها الناس اربعوا على أنفسكم» يعني: هونوا عليها. «فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا» ؛ لا تدعون أصم لا يسمع، ولا غائبا لا يرى.