على بعض ورفع بعضهم درجات، لكن لا نقول ذلك على سبيل المفاخرة أو التنقص للمفضول كما في صحيح البخاري «أن يهوديًا أقسم فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فلطم وجهه رجل من الأنصار حين سمعه وقال: تقول هذا ورسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بين أظهرنا، فذهب اليهودي إلى رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: إن لي ذمة وعهدًا فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، للأنصاري:" لم لطمت وجهه؟ " فذكره فغضب النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى رئي في وجهه ثم قال: " لا تفضلوا بين أنبياء الله» . وكما في صحيحه أيضًا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:«لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى» .
الثاني: الاتباع فلا نتبع إلا من أرسل إلينا وهو محمد، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن شريعة النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نسخت جميع الشرائع لقوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} .
[(١٢٤) وسئل فضيلة الشيخ: هل هناك فرق بين الرسول والنبي؟]
فأجاب بقوله: نعم، فأهل العلم يقولون: إن النبي هو من أوحى الله إليه بشرع ولم يأمره بتبليغه بل يعمل به في نفسه دون إلزام بالتبليغ.
والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه والعمل به. فكل