للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله من حديث الفضل بن عباس: «إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك» . (١)

ــ

فإن قيل: إن هناك آلهة دون الله، كما قال تعالى: {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} [هود: ١٠١] .

أجيب: أنها وإن عبدت من دون الله وسميت آلهة، فليست آلهة حقا لأنها لا تستحق أن تعبد، فلهذا نقول: لا إله إلا الله، أي: لا إله إلا الله.

* يستفاد من الحديث:

١ - أنه لا يجوز للإنسان أن ترده الطيرة عن حاجته، وإنما يتوكل على الله ولا يبالي بما رأى أو سمع أو حدث له عند مباشرته للفعل أول مرة، فإن بعض الناس إذا حصل له ما يكره في أول مباشرته الفعل تشاءم، وهذا خطأ؛ لأنه مادامت هناك مصلحة دنيوية أو دينية، فلا تهتم بما حدث.

٢ - أن الطيرة نوع من الشرك، لقوله: «من ردته الطيرة عن حاجته، فقد أشرك» .

٣ - أن من وقع في قلبه التطير ولم ترده الطيرة، فإن ذلك لا يضر كما سبق في حديث ابن مسعود: «وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل» .

٤ - أن الأمور بيد الله خيرها وشرها.

٥ - انفراد الله بالألوهية، كما انفرد بالخلق والتدبير.

* * *

قوله في حديث الفضل: " إنما الطيرة ". هذه الجملة عند البلاغيين تسمى


(١) الإمام أحمد في (المسند) ، وقال الشيخ حفظه الله: (في سنده مقال) (ص٥٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>