(١) = إياها. ............................................... فأعلم الله نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بما أراد المشركون وأذن له بالهجرة وكان أبو بكر - رضي الله عنه - قد تجهز من قبل للهجرة إلى المدينة فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي، فتأخر أبو بكر - رضي الله عنه - ليصحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قالت عائشة - رضي الله عنها -: فبينما نحن في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة في منتصف النهار إذا برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الباب متقنعا فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر فدخل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال لأبي بكر: أخرج من عندك. فقال: إنما هم أهلك بأبي أنت وأمي. فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر:الصحبة يا رسول الله. قال: نعم. فقال: يا رسول الله فخذ إحدى راحلتي هاتين. فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: بالثمن، ثم خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبو بكر فأقاما في غار جبل ثور ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وكان غلاما شابا ذكيا واعيا فينطلق في آخر الليل إلى مكة فيصبح من قريش، فلا يسمع بخبر حول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصاحبه إلا وعاه حتى يأتي به إليهما حين يختلط الظلام، فجعلت قريش تطلب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من كل وجه، وتسعى بكل وسيلة ليدركوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى جعلوا لمن يأتي بهما أو بأحدهما ديته مئة من الإبل، ولكن الله كان معهما يحفظهما بعنايته ويرعاهما برعايته حتى إن قريشا ليقفون على باب الغار فلا يرونهما.
قال أبو بكر - رضي الله عنه - قلت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونحن في الغار: لو