للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما حفظ القرآن: فطريقة حفظه تختلف من شخص لآخر، بعض الناس يحفظ القرآن آية آية، بمعنى أنه يحفظ آية يقرؤها أولاً ثم يرددها ثانيًا وثالثًا حتى يحفظها ثم يحفظ التي بعدها، ثم يكمل ثمن

أو ربع الجزء أو ما أشبه ذلك، وبعض الناس يقرأ إلى الثمن جميعًا ويردده حتى يحفظه، ومثل هذا لا يمكن أن نحكم عليه بقاعدة عامة فنقول للإنسان: استعمل ما تراه مناسبًا لك في حفظ القرآن.

لكن المهم أن يكون عندك علم لما حفظت متى أردت الرجوع إليه، وأحسن ما رأيت في العلم أن الإنسان إذا حفظ شيئًا اليوم يقرؤه مبكرًا في الصباح التالي فإن هذا مما يعين كثيرًا على حفظ ما

حفظه في اليوم الأول، وهذا شيء فعلته فكان مما يعين على الحفظ جيدًا. أما الوعيد على من ينسى، قال الإمام أحمد: "ما أشد ما ورد فيه " أي حفظ آية ونسيها والمراد بذلك من أعرض عنها حتى تركها، وأما من نسيها لسبب طبيعي أو لأسباب كانت واجبة أشغلته فإن هذا لا يلحق به إثم (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (١) .

وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى بأصحابه فنسى آية فذكره أحد الصحابة بها بعد الصلاة فقال: "هلا أذكرتنيها" (٢) فالإنسان الذي


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٨٦.
(٢) رواه أحمد ٢٧/٢٤١ (١٦٦٩٢) ، وأبو داود/كتاب الصلاة/باب الفتح على الإمام في الصلاة، برقم (٩٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>