للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل هناك وعيد فيه؟ وكيف يحافظ الإنسان على ما حفظ؟ فأجاب بقوله: القرآن وعلومه متنوعة، وكل مفسر يفسر القرآن يتناول طرفًا من هذه العلوم، ولا يمكن أن يكون تفسيرًا واحدًا

يتناول القرآن من جميع الجوانب.

فمن العلماء من ركز في تفسيره على التفسير الأثري- أي على ما يؤثر عن الصحابة والتابعين- كابن جرير وابن كثير رحمهما الله.

ومنهم من ركز على التفسير النظري كالزمخشري وغيره، ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه- أولاً- أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية- ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها؛ لأن هذا

يفيده أن يكون قويًا في التفسير غير عالة على غيره، وكلام الله- عز وجل- منذ بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى اليوم (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (١) .

وإن كان يجب الرجوع إلى تفسير الصحابة، لأنهم أدرى الناس بمعانيه، ثم إلى كتب المفسرين التابعين، لكن مع ذلك لا أحد يستوعب كلام الله- عز وجل-.

فالذي أرى أن الطريقة المثلى أن يكرر الإنسان تفسير الآية في نفسه، ثم بعد ذلك يراجع كلام المفسرين فذا وجده مطابقًا فهذا مما يمكنه من تفسير القرآن وييسره له، وإن وجده مخالفًا رجع إلى الصواب.


(١) سورة الشعراء، الآية: ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>