للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت؛ لا أغني عنك من الله شيئا» .

ــ

هلاك، والمشتري راغب، ولهذا عبر بالاشتراء كأنه يقول: اشتروا أنفسكم راغبين.

وفي قوله: " اشتروا أنفسكم " من الحض على هذا الأمر ما هو ظاهر؛ لأن المشتري يكون راغبا.

قوله: " لا أغني عنكم من الله شيئا "، هذا هو الشاهد؛ أي: لا أدفع أو لا أنفع، أي: لا أنفعكم بدفع شيء عنكم دون الله، ولا أمنعكم من شيء أراده الله لكم؛ لأن الأمر بيد الله، ولهذا أمر الله نبيه بذلك؛ فقال: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} [الجن: ٢١-٢٢] .

قوله: " شيئا "، نكرة في سياق النفي؛ فتعم أي شيء.

قوله: " يا عباس بن عبد المطلب "، هو عم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعبد المطلب جد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعباس؛ بالضم؛ لأن المنادى إذا كان معرفة يبنى على الضم، ونعته إذا كان مضافا ينصب، وهنا ابن عبد المطلب مضاف، ولهذا نصب.

فإن قيل: كيف يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عبد المطلب مع أنه لا يجوز أن يضاف عبد إلا إلى الله - عز وجل -؟

<<  <  ج: ص:  >  >>