للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالجواب: إن هذا ليس إنشاء، بل هو خبر؛ فاسمه عبد المطلب، ولم يسمه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن اشتهر بعبد المطلب، ولهذا انتمى إليه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقال:

أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

فلو فرض أن لك أبا يسمى عبد المطلب، أو عبد العزى؛ فإنك تنتسب إليه، ولا يعد هذا إقرارا، ولكنه خبر عن أمر واقع؛ كما لو قلت: كفر فلان، ونافق فلان، وما أشبه ذلك، ولكن إذا كان موجودا غيرنا اسمه إذا كان لا يجوز.

قوله: " لا أغني عنك من الله شيئا "، أي: لا أنفعك بشيء دون الله، ولا أمنعك من شيء أراده الله لك؛ فالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يغني عن أحد شيئا حتى عن أبيه وأمه.

قوله: " يا صفية عمة رسول الله "، يقال في إعرابها كما قيل في عباس بن عبد المطلب.

قوله: «يا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت» ، أي: اطلبي من مالي ما شئت؛ فلن أمنعك؛ لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مالك لماله، ولكن بالنسبة لحق الله قال: «لا أغني عنك من الله شيئا» .

فهذا كلام النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأقاربه الأقربين: عمه، وعمته، وابنته؛ فما بالك بمن هم أبعد؟ فعدم إغنائه عنهم شيئا من باب أولى؛ فهؤلاء الذين يتعلقون بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويلوذون به ويستجيرون به الموجودون في هذا الزمن، وقبله قد غرهم الشيطان واجتالهم عن طريق الحق؛ لأنهم تعلقوا بما ليس بمتعلق؛ إذ

<<  <  ج: ص:  >  >>