للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} .

ــ

الأرض، ووالله لولا إمساك الله لها لوقعت على الأرض، لأنها أجرام عظيمة كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} [الأنبياء: ٣٢] وقال: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: ٤٧] فلولا أن الله يمسكها لوقعت على الأرض وإذا وقعت على الأرض أتلفتها.

فالذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه هل يتصور متصور أن السماء تقله أو تظله؟

لا أحد يتصور ذلك.

يعني: من العلامات الدالة على كماله عز وجل من كل وجه.

{أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} [الروم: ٢٥] الكوني والشرعي لأن أمره مبني على الحكمة والرحمة والعدل والإحسان، {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: ٧١] والأهواء فساد للسماوات والأرض، وهي مخالفة للأمر الشرعي.

إذًا فالسماوات والأرض تقوم بأمر الله الكوني والشرعي، ولو أن الحق اتبع أهواء الخلق لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن؛ ولهذا قال العلماء في قوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: ٥٦] أي: لا تفسدوا فيها بالمعاصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>