وسلم يتبين له أن الكتاب والسنة قد دلا دلالة صريحة بجميع وجوه الدلالة على علو الله تعالى بذاته فوق خلقه، بعبارات مختلفة منها:
١ - التصريح بأن الله تعالى في السماء كقوله تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} . وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رقية المريض:«ربنا الله الذي في السماء» ، إلى آخر الحديث، رواه أبو داود، وقوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها» . رواه مسلم.
٢ - التصريح بفوقيته تعالى، كقوله تعالى:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} . وقوله:{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} . وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي» . رواه البخاري.
٣ - التصريح بصعود الأشياء إليه، ونزولها منه، والصعود لا يكون إلا إلى أعلى، والنزول لا يكون إلا من أعلى، كقوله تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} . وقوله:{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} . وقوله:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}