الثاني من الحكمة في هذه الكارثة: تميز الخبيث من الطيب:
فقد تبيّن الصادق في إيمانه من الكاذب، وذلك لأن بعض الناس استغل هذه الفتنة، وهذه الكارثة في مآرب، أبدى شيئاً من ظواهرها، فتبين بذلك بعض المكنونات التي يكنها بعض الناس في حفيظة
نفسه، وهذا الشيء معروف لمن تأمله في وقت هذه الكارثة.
الثالث من هذه الحكم نشاط أهل الدعوة إلى الخير:.
وذلك بما يلقونه من المواعظ والتذكير للخلق الغافلين، فإن أهل الخير كثرت دعوتهم إلى الله عز وجل، في هذه الكارثة، بل إنك لتسمع في البيت من لا يعرفون شيئاً، يتحدث بعضهم إلى بعض، بأن
هذا الذي أصابنا ما هو إلا من الذنوب، ويكثرون من أجل ذلك من الاستغفار، والتوبة إلى الله عز وجل، ولا شك أن لهذه الحكمة فائدة عظيمة.
الرابع من الحكم: أن الاعتصام الحقيقي الذي لا ينفصم هو الاعتصام بحبل الله عز وجل:
كما قال تعالى:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(١) والاعتصام بحبل الله وهو: الإسلام هو الذي يجمع الأمة.
أما الاعتصام بغير الإسلام، فإن ذلك لا يفيد الأمة أبداً، ولن