للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علم الصناعات وما يتعلق بها، بل إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين قَدِمَ المدينة وجد الناس يؤبرون النخل- أي يلقحونها- فقال لهم لما رأى من تعبهم كلامًا أنه لا حاجة إلى هذا، ففعلوا وتركوا التلقيح، ولكن النخل فسد ثم قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أنتم أعلم بأمر دنياكم " (١) .

ولو كان هذا هو العلم الذي عليه الثناء لكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس به؛ لأن أكثر من يثنى عليه بالعلم والعمل هو النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذن فالعلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله، ولكني مع ذلك لا أنكر أن يكون للعلوم الأخرى فائدة، ولكنها فائدة ذات حدين إن أعانت على طاعة الله، وعلى نصر دين الله، وانتفع بها عباد الله فيكون ذلك خيراً ومصلحة، وقد يكون تعلمها واجبا في بعض الأحيان إذا كان ذلك داخلا في قوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ) (٢) .

وقد ذكر كثير من أهل العلم أن تعلم الصناعات فرض كفاية، وذلك لأن الناس لا بد لهم من أوانٍ يطبخون بها، ويشربون بها، وغير ذلك من الأمور التي ينتفعون بها، فإذ لم يوجد من يقوم بهذه

المصانع صار تعلمها فرض كفاية، وهذا محل جدل بين أهل العلم،


(١) رواه مسلم/كتاب الفضائل/باب وجوب امتثال ما قاله الشرع/برقم (٢٣٦٣) .
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>