للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعلوم أن الثواب لا يوصف بأنه ذو الجلال والإكرام.

واثبت على هذا المنهج تسلم من البدع الضالة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - حذر من البدع. فقال عليه الصلاة والسلام: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" (١) .

والعجب أن هؤلاء المنحرفين الذين يقولون: إن المراد باليد النعمة والقدرة، والمراد بالوجه: الثواب، والمراد بالاستواء: الاستيلاء، يدّعون أنهم فعلوا ذلك تنزيهاً لله عما لا يليق به، وفي الحقيقة بفعلهم هذا وصفوا الله بما لا يليق به. فقد أخبر عن شيء هو في نظرهم غير صحيح، فيقول في كلام الله إمَّا: الكذب.

وإمَّا التلبيس والتعمية والله- عز وجل- يقول: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ) (٢) . ويقول الله - عز وجل-: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٣) .

والله- عز وجل- قد بين لنا كل شيء ولا سيما ما يتعلق بأسمائه وصفاته، فقد بينه الله تعالى بيانًا كافيًا شافيًا لا يحتاج إلى أقيسة هؤلاء التي يدعونها عقلية وهى خيالات وهمية.


(١) رواه مسلم/كتاب الجمعة/باب تخفيف الصلاة والخطبة/برقم (٨٦٧) .
(٢) سورة النساء، الآية: ٢٦.
(٣) سورة النساء، الآية: ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>