للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١) . والواقع يشهد بذلك، فتنوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسك وبذلك تنال خشية الله (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (٢) . فتنوي رفع الجهل عن نفسك؛ لأن الأصل فيك الجهل، فإذا تعلمت وصرت من العلماء انتفى عنك الجهل، وكذلك تنوي رفع الجهل عن الأمة ويكون ذلك بالتعليم بشتى الوسائل لتنفع الناس بعلمك.

وهل من شرط نفع العلم أن تجلس في المسجد حلقة؟

أو يمكن أن تنفع الناس بعلمك في كل حال.

الجواب: بالثاني؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بلغوا عني ولو آية" (٣) ؛ لأنك إذا علمت رجلاً علمًا وعلمه رجلاً آخر صار لك أجر رجلين، ولو علم ثالثًا صار لك أجر ثلاثة وهكذا، ومن ثم صار من البدع أن الإنسان إذا فعل عبادة قال: "اللهم اجعل ثوابها لرسول الله"؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي علمك بها وهو الذي دلك عليها فله مثل

أجرك.


(١) سورة النحل، الآية: ٧٨.
(٢) سورة فاطر، الآية: ٢٨.
(٣) رواه البخاري/كتاب أحاديث الأنبياء/باب ما ذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بني إسرائيل/ برقم (٣٤٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>