للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الجواب على الملاحظة الثانية فنقول: هذا أيضًا من البلاء، ولعل في جوابي السابق ما يدل عليه؛ لأن مذهب الظاهرية كما هو معروف مذهب يأخذ بالظاهر ولا يرجع إلى القواعد العامة النافعة،

ولو أننا ذهبنا نتتبع من أقوالهم ما يتبين به فساد منهجهم، أو بعض منهجهم لوجدنا الكثير، ولكننا لا نحب أن نتتبع عورة الناس.

والجواب على الملاحظة الثالثة: فلا شك أن الأولى بطالب العلم أن يبدأ أولاً بكتاب الله- عز وجل- فإن الصحابة- رضي الله عنهم- كانوا لا يتعلمون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من

العلم والعمل (١) ، ثم بالسنة النبوية، ولا يقتصرون على معرفة الأسانيد والرجال والعلل إنما يحصرون على مسألة فقه هذه السنة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "رب مبلغ أوعى من

سامع" (٢) . ويقول "رب حامل فقه ليس بفقيه" (٣) . والناس الآن في


(١) رواه أحمد برقم (٢٢٣٨٤) .
(٢) انظر: صحيح البخاري/كتاب الفتن/باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا ترجعوا بعدي كفاراً) ، برقم (٧٠٧٨) . وصحيح مسلم/كتاب القسامة/باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض
والأموال، برقم (١٦٧٩) .
(٣) رواه أحمد ٣٥/٤٦٧ (٢١٥٩٠) . والترمذي/كتاب العلم/باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، برقم (٢٦٥٦) . وأبو داود/كتاب العلم/باب في القصص، برقم (٣٦٦٦) . وابن ماجه/المقدمة/باب من بلغ علماً، برقم (٢٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>