للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجاب بقوله: نسيان القرآن له سببان:

الأول: ما تقتضيه الطبيعة.

الثاني: الإعراض عن القرآن وعدم المبالاة به.

فالأول: لا يأثم به الإنسان ولا يعاقب عليه، فقد وقع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صلى بالناس ونسي آية، فلما انصرف ذكره بها أبي بن كعب رضي الله عنة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هلا كنت أذكرتنيها" (١) .

وسمع رسول الله قارئًا يقرأ، فقال: "يرحم الله فلانًا فقد ذكرني آية كنت أنسيتها" (٢) . وهذا يدل على أن النسيان الذي يكون بمقتضى الطبيعة ليس فيه لوم على الإنسان.

أما ما سببه الإعراض وعدم المبالاة فهذا قد يأثم به.

وبعض الناس يكيد له الشيطان ويوسوس له ألا يحفظ القرآن لئلا ينساه ويقع في الإثم، والله سبحانه وتعالى يقول: (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (٧٦)) (٣) فليحفظ الإنسان

القرآن، لأنه خير وليؤمل عدم النسيان، والله سبحانه عند ظن عبده به.


(١) رواه أحمد ٢٧/٢٤١ (١٦٦٩٢) ، وأبو داود/كتاب الصلاة/باب الفتح على الإمام في الصلاة، برقم (٩٠٧) .
(٢) انظر: صحيح البخاري/كتاب الشهادات/باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه/برقم (٢٦٥٥) ، ومسلم/كتاب صلاة المسافرين وقصرها/باب فضائل القرآن وما يتعلق به، برقم (٧٨٨) .
(٣) سورة النساء، الآية: ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>