للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يكفي الإنسان أن يكون قوي الحجة عظيم البيان. فالواجب أن ينظر إلى ما عنده من العلم وما عنده من السلوك.

أما ما يقدح به بعض الناس في العلماء الكبار من أنهم لا يفقهون الواقع، فلا شك أن هذا من باب الافتراء، ومن باب قفو ما ليس له به علم.

فهل هم ناقشوا هؤلاء العلماء ووجدوا أنه ليس عندهم فهم للواقع؟

وهل الفقه الذي يُحمد عليه الإنسان أن يفقه الواقع؟

كم من إنسان كافرٍ ملحدٍ في الدول الغربية أو غيرها عنده من معرفة أحوال الواقع ما ليس عند كثير من الناس، فهل يحمد الإنسان على مجرد أن عنده علماً من الواقع؟!

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين" (١) ولم يذكر فقه الواقع، فالفقه الذي يُحمد عليه الإنسان هو: الفقه في الدين.

ونقول أيضاً: الفقه في الواقع يقع من إنسان عابد لله عز وجل معظم لله، ويقع ممن ليس في قلبه دين إطلاقاً، وهذا شيء مشاهد.

ولو نظرنا في كلام الساسة مما ينشر في الإذاعات ويقرأ في


(١) رواه البخاري/كتاب العلم/باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين/برقم (٧١) ، ومسلم/كتاب الزكاة/باب النهي عن المسألة/برقم (١٠٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>