للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الدم،» بل في القرآن قبل ذلك، قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} ، فجعل الله للشيطان سلطانا على من تولاه وأشرك به، أي جعل لله شريكا به بواسطة الشيطان، وكل من جعل له متبوعا في بدعة من دين الله فقد أشرك بالله عز وجل، وجعل هذا المتبوع شريكا لله تعالى في الحكم.

وحكم الله الشرعي والقدري لا شريك له فيه أبدا {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} ، وركزت على هذا الأمر لكي يعلم أهل الإحداث المحدثون أنه لا حجة لهم فيما أحدثوه، واعلم رحمك الله أنه لا طريق إلى الوصول إلى الله عز وجل وإلى دار كرامته إلا من الطريق الذي وضعه هو سبحانه وتعالى على لسان رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

لله المثل الأعلى لو أن ملكا من الملوك فتح بابا للدخول عليه، وقال: من أراد أن يصل إلي فليدخل من هذا الباب، فما ظنكم بمن ذهب إلى أبواب أخرى؟ هل يصل إليه؟ كلا بالطبع.

والملك العظيم، ملك الملوك، وخالق الخلق، جعل طريقا إليه خاصا بما جاءه به رسله وعلى رأسهم خاتمهم محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي بعد بعثه لا يمكن لأي بشر أن ينال السعادة إلا من طريقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

والحقيقة أن تعظيم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن الأدب مع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن نسلك ما سلك، ونذر ما ترك، وأن لا نتقدم بين يديه، فنقول في دينه ما لم يقل، أو نحدث في دينه ما لم يشرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>