، ولا ريب أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مات ميتة جسدية فارقت روحه جسده فيها، وقام أهله وأصحابه بما يقومون به في غيره من شئون الموتى، سوى أنه عليه الصلاة والسلام لم يجرد عند تغسيله، والمعروف أنه لم يصل عليه جماعة، إنما كان الناس يصلون عليه أفرادا؛ لأنه الإمام عليه الصلاة والسلام.
ومن زعم أنه حي في قبره حياة جسدية لا حياة برزخية، وأنه يصلي ويصوم ويحج، وأنه يعلم ما تقوله الأمة وتفعله، فإنه قد قال قولا بلا علم.
فالرسول عليه الصلاة والسلام انقطع عمله بموته كما قال هو نفسه:«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» .
فعمله الذي يعمله بنفسه انقطع بموته، ولكن لا شك أن كل علم علمناه من شريعة الله فإنه بواسطته عليه الصلاة والسلام، وحينئذ فيكون منتفعا من كل هذه العلوم التي علمناها بعد موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك الأعمال الصالحة التي نعملها كانت بدلالته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون له مثل أجر العاملين.