يعني لأنك صليت على إبراهيم، فمنتك على عبدك وخليلك إبراهيم وآله، نتوسل بها إليك، أن تصلي على خليلك محمد وآله.
ومثال ذلك في القرآن على أن الكاف للتعليل قوله تعالى:{وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} واذكروه لأنه هداكم، وعلى كل حال المسألة معروفة، والكاف للتعليل.
وإذا قلنا: إن الكاف للتعليل في قوله: "كما صليت" سلمنا من شبهة مشهورة عند العلماء، وهذه الشبهة يقولون: إذا قلنا الكاف للتشبيه حصل إشكال؛ لأن معنى ذلك: أننا نطلب أن الله يصلي على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله صلاة دون صلاة إبراهيم وآله، بناء على أن المشبه أقل من المشبه به، فإذا قلت: فلان كالبحر في كرمه، فمقتضى ذلك أنه دون البحر، فإذا جعلنا الكاف في قوله:"كما صليت" للتشبيه معناه أننا نطلب من الله صلاة تكون في الواقع دون الصلاة على إبراهيم وآله.
فإذا قلنا: إن الكاف للتعليل فالمعنى أنك تسأل الله الذي مَنَّ بصلاته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن يمن بصلاته على محمد وعلى آل محمد، وبذلك يزول الإشكال نهائيا.
ولا حاجة إلى ما ذكره بعض الناس وتكلف فيه من أهل العلم.
ومعنى "اللهم صل على محمد "، صلاة الله على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معناها: اللهم أثن عليه في الملأ الأعلى، واذكره بالجميل.
وليست صلاة الله على عبده بمعنى رحمته، وإن كان بعض العلماء قال:" إن الصلاة من الله الرحمة " لكنه قول مرجوح بالآية التي قال الله فيها: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} والعطف يقتضي التغاير.