وآخر الرسل محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
ــ
هذه أصنام في قوم نوح - عليه السلام - كانوا رجالا صالحين، وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال:" هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت".
وهذا التفسير فيه إشكال حيث يقول - رضي الله عنه -: " هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، وظاهر القرآن أنها قبل نوح قال الله تعالى:{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} . فظاهر الآية أن قوم نوح كانوا يعبدونهم وأنه نهاهم عن ذلك.
فسياق الآية يدل على ما ذكره ابن عباس إلا أن ظاهر السياق أن هؤلاء القوم الصالحين كانوا قبل نوح - عليه السلام - والله أعلم.
دليل ذلك قوله تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} فلا نبي بعد النبي محمد - صلي الله عليه وسلم -.
فإن قيل: إن عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - ينزل آخر الزمان وهو رسول.
فنقول: هذا حق ولكنه لا ينزل على أنه رسول مجدد، بل ينزل على أنه حاكم بشريعة النبي محمد - عليه الصلاة والسلام -؛لأن الواجب على