إله إلا الله ولم تحقق ما كنت تنطق به في كل ركعة من صلاتك {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لأنك عبدت الرسول- عليه الصلاة والسلام- مع الله حين دعوته فبهذا اللطف والإرشاد يمكن أن يقبل عليك بعض الشيء، وإذا فرضنا أن عنده بعض العناد فإنه سوف يناقش نفسه بِنَفْسِه ثم يرجع وأنت يا أخي لا تحتقر كلمة الحق كلمة الحق مؤثرة مهما قال لك الشيطان: إنها لا تؤثر وإن هذا سوف يركب رأسه فلا تطع الشيطان موسى - عليه الصلاة والسلام- جمع له السحرة المهرة الذين وضعوا العصا والحبال فكانت هذه العصا والحبال يخيل إلى الناس أنها حيات تسعى حتى موسى - عليه الصلاة والسلام- مع إيمانه وقوته أوجس في نفسه خيفة لكنه قال كلمة بسيطة قال لهم:{وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} هذه الكلمة أثرت تأثيرا عظيما {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} وإذا حصل النزاع حصل الفشل قال الله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} تنازعوا أمرهم بينهم وأخيرا آمن السحرة فكلمة الحق تؤثر إذا صدرت من إنسان مخلص وأن الإنسان لا يريد أن يفرض قوله على غيره، إنما يريد أن يهدي غيره للحق الذي هو مراد الجميع فإنه سيؤثر بإذن الله- عز وجل- ولهذا لا تحقرن كلمة الحق ولا تقل إنها لا تنفع " «فما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء» . (١)
أما إذا قال: إنه يدعو الله ويتجه إلى قبر الرسول - عليه الصلاة والسلام-
(١) مسلم: كتاب القدر: باب تصريف الله تعالى القلوب كيف يشاء.