للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل ص ٢٢: فاجتمعت هذه الأحاديث والآثار على تقدير رزق العبد وأجله وشقاوته وسعادته، وهو في بطن أمه، واختلفت في وقت هذا ففي حديث ابن مسعود أنه بعد مائة وعشرين يوما من حصول النطفة في الرحم (١) وحديث أنس غير مؤقت (٢) وحديث حذيفة بن أسيد وقِّت فيه التقدير بأربعين يوما، وفي لفظ بأربعين ليلة، وفي لفظ باثنتين وأربعين ليلة، وفي لفظ بثلاث وأربعين ليلة. وهو حديث تفرد به مسلم. (٣)

ثم قال في وجه الجمع بينهما: إن هناك تقديرين:

أحدهما: سابق لنفخ الروح وهو المتعلق بشأن النطفة إذا بدأت بالتخليق وهو العلق.

والثاني: حين نفخ الروح: وهو المتعلق بشأنها حين تتعلق بالجسد.

أي فصار التقدير معلقا بمبدأ الجسد ومبدأ الروح.

النوع الرابع: التقدير السنوي، وهو ما يكون ليلة القدر.

النوع الخامس: التقدير اليومي.

فالتقديرات خمسة: يومي، وحولي، وعمري، عند تعلق النفس بالبدن وعند تخليقه، وتقدير قبل وجود ابن آدم بعد خلق السماوات والأرض، وتقدير قبل خلق السماوات والأرض، وكل هذه تفاصيل للتقدير السابق.

المرتبة الثالثة: مرتبة المشيئة، وهي عموم مشيئة الله تعالى.

وقد نفى المشيئة إطلاقا طوائف من الفلاسفة وأتباعهم، ونفاها القدرية المعتزلة بالنسبة إلى أفعال العباد فقط.


(١) أخرجه البخاري: كتاب القدر، ومسلم: كتاب القدر: باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه.
(٢) البخاري: كتاب القدر، ومسلم: كتاب القدر: باب كيفية الخلق الآدمي.
(٣) أخرجه مسلم / كتاب القدر/ باب كيفية الخلق الآدمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>