والقول الثاني في تفسير القرب في الآيتين هو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وضعف تفسيره بالعلم والإحاطة، وقال في شرح حديث النزول ص ٤٩٤ ج ٥ من مجموع الفتاوى لابن قاسم:"ليس في الكتاب والسنة وصفه بقرب عام من كل موجود حتى يحتاجوا أن يقولوا بالعلم والقدرة والرؤية" قال: "وكأنهم ظنوا أن لفظ القرب مثل لفظ المعية". ثم ذكر الفرق بينهما بمقتضى النص واللغة وقال ص ٥٠٢:" فلا يجعل لفظ مثل لفظ مع تفريق القرآن بينهما".
والقرب المذكور في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه أبو موسى عنه:«أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا» . رواه البخاري في الباب التاسع من كتاب التوحيد. ومسلم في الباب الثالث عشر من كتاب الذكر والدعاء وزاد:«والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم» . ورواه أحمد في المسند ص ٤٠٢ ج ٤ بلفظ «من عنق راحلته» .
أقول: أما القرب المذكور في هذه الآية والحديث فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول ص ٥٠٨ ج ٥ من مجموع الفتاوى لابن قاسم: " فهنا هو نفسه سبحانه وتعالى القريب المجيب الذي يجيب دعوة الداعي لا الملائكة" إلى أن قال ص ٥١٠: "وأما قرب الرب قربا يقوم به بفعله القائم بنفسه فهذا تنفيه الكلابية، ومن يمنع قيام