للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء عليم، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

والثاني: أن يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره وعما ينبغي أن يكون عليه؛ بدون قصور من التعجب؛ بحيث يعمل عملا مستغربا لا ينبغي أن يقع من مثله.

وهذا ثابت لله عز وجل؛ لأنه ليس عن نقص من المتعجب، ولكنه عجب بالنظر إلى حال المتعجب منه.

قوله: «عجب ربنا من قنوط عباده» : القنوط: أشد اليأس. يعجب الرب عز وجل من دخول اليأس الشديد على قلوب العباد.

" وقرب غيره ": الواو بمعنى (مع) ؛ يعني: مع قرب غيره.

و (الغير) : اسم جمع غيرة؛ كطير: اسم جمع طيرة، وهي اسم بمعنى التغيير، وعلى هذا؛ فيكون المعنى: وقرب تغييره.

فيعجب الرب عز وجل؛ كيف نقنط وهو سبحانه وتعالى قريب التغيير، يغير الحال إلى حال أخرى بكلمة واحدة، وهي كن فيكون.

وقوله: «ينظر إليكم أزلين» ؛ أي: ينظر الله إلينا بعينه.

" أزلين قنطين ": الأزل: الواقع في الشدة. و"قنطين": جمع قانط، والقانط: اليائس من الفرج وزوال الشدة.

فذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حال الإنسان وحال قلبه؛ حاله أنه واقع في شدة، وقلبه قانط يائس مستبعد للفرج.

" فيظل يضحك ": يظل يضحك من هذه الحال العجيبة الغريبة؛ كيف تقنط من رحمة أرحم الراحمين الذي يقول للشيء: كن. فيكون؟

<<  <  ج: ص:  >  >>