للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف.

ــ

فهذا ينسب حقيقة إلى ابن مالك.

إذًا؛ الكلام يضاف حقيقة إلى القائل الأول.

ف القرآن كلام من تكلم به أولا، وهو الله تعالى لا كلام من بلغه إلى غيره.

قوله: " وهو كلام الله؛ حروفه ومعانيه "

هذا مذهب أهل السنة والجماعة؛ قالوا: إن الله تعالى تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه.

قوله: " ليس كلام الله الحروف دون المعاني. "

وهذا مذهب المعتزلة والجهمية؛ لأنهم يقولون: إن الكلام ليس معنى يقوم بذات الله، بل هو شيء من مخلوقاته؛ كالسماء والأرض والناقة والبيت وما أشبه ذلك فليس معنى قائما في نفسه؛ فكلام الله حروف خلقها الله عز وجل، وسماها كلاما له؛ كما خلق الناقة وسماها ناقة الله، وكما خلق البيت وسماه بيت الله.

ولهذا كان الكلام عند الجهمية والمعتزلة هو الحروف؛ لأن كلام الله عندهم عبارة عن حروف وأصوات خلقها الله عز وجل ونسبها إليه تشريفا وتعظيما.

قوله: " ولا المعاني دون الحروف ": وهذا مذهب الكلابية والأشعرية؛ فكلام الله عندهم معنى في نفسه،

<<  <  ج: ص:  >  >>