للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصور؛ إلا بعد أن تتكامل الأجساد مخلوقة؛ فإذا كملت خلقتها؛ نفخ في الصور، فأعيدت الأرواح إلى أجسادها.

* وفي قوله: " تعاد الأرواح إلى الأجساد ": دليل على أن البعث إعادة وليس تجديدًا، بل هو إعادة لما زال وتحول؛ فإن الجسد يتحول إلى تراب، والعظام تكون رميما؛ يجمع الله تعالى هذا المتفرق، حتى يتكون الجسد، فتعاد الأرواح إلى أجسادها، وأما من زعم بأن الأجساد تخلق من جديد؛ فإن هذا زعم باطل يرده الكتاب والسنة والعقل:

- أما الكتاب؛ فإن الله عز وجل يقول: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم:٢٧] ؛ أي: يعيد ذلك الخلق الذي ابتدأه.

وفي الحديث القدسي: «يقول الله تعالى: ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته» فالكل على الله هين.

وقال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء:١٠٤] .

وقال تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: ١٥ - ١٦] .

وقال تعالى: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: ٧٨ - ٧٩] .

- وأما السنة؛ فهي كثيرة جدًا في هذا؛ حيث بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «أن الناس يحشرون فيها حفاة عراة غرلا» ؛ فالناس هم الذين يحشرون، وليس سواهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>