للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الثاني: أن يهم بالشيء ويتركه مع القدرة عليه؛ فيكتب له به حسنة كاملة؛ لنيته.

وأما السيئات؛ فإنه يكتب على الإنسان ما عمله، ويكتب عليه ما أراده وسعى فيه ولكن عجز عنه، ويكتب عليه ما نواه وتمناه.

فالأول: واضح.

والثاني: يكتب عليه كاملا؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار ". قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل؛ فما بال المقتول؟! قال: " لأنه كان حريصا على قتل صاحبه» ، ومثله من هم أن يشرب الخمر، ولكن حصل له مانع؛ فهذا يكتب عليه الوزر كاملا؛ لأنه سعى فيه.

والثالث: الذي نواه وتمناه يكتب عليه، لكن بالنية، ومنه الحديث الذي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن رجل أعطاه الله مالا؛ فكان يتخبط فيه، فقال رجل فقير: لو أن لي مالا؛ لعملت فيه بعمل فلان. قال النبي عليه الصلاة والسلام: «فهو بنيته؛ فوزرهما سواء» .

ولو هم بالسيئة، ولكن تركها؛ فهذا على ثلاثة أقسام:

١ - إن تركها عجزًا؛ فهو كالعامل إذا سعى فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>