للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وكلمت الناس في المهد صبيا؛ اشفع لنا إلى ربك؛ ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول كما قال آدم في غضب الله، ولم يذكر ذنبا، وكلهم يقول كما قال آدم: نفسي نفسي نفسي! اذهبوا إلى محمد! فيأتون محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؛ اشفع لنا إلى ربك؛ ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق، فأتى تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك؛ سل تعطه، واشفع تشفع. . .» وذكر تمام الحديث.

* والكذبات الثلاث التي ذكرها إبراهيم عليه السلام فسرت بما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات؛ اثنين منهن في ذات الله: قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} ، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} ، وذكر قوله عن امرأته سارة: إنها أختي.

وفي " صحيح مسلم " في حديث الشفاعة السابق أن الثالثة قوله في الكوكب {هَذَا رَبِّي} ، ولم يذكر قصة سارة.

لكن قال ابن حجر في " الفتح ": " الذي يظهر أنها وهم من بعض الرواة "، وعلل لذلك.

وإنما سمى إبراهيم عليه السلام هذه كذبات؛ تواضعا منه؛ لأنها بحسب مراده صدق مطابق للواقع؛ فهي من باب التورية، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>