* قوله:" ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها ":
" يخرجون ": معطوفة على قوله: " يغلو ".
* ووجه كونهم يخرجون الحكم والمصالح عن أفعال الله وأحكامه: أنهم لا يثبتون لله حكمة أو مصلحة؛ فهو يفعل ويحكم لمجرد مشيئته، ولهذا يثيب المطيع، وإن كان مجبرا على الفعل، ويعاقب العاصي، وإن كان مجبرا على الفعل.
ومن المعلوم أن المجبر لا يستحق الحمد على محمود، ولا الذم على مذموم؛ لأنه بغير اختياره.
* وهنا مسألة يحتج بها كثير العصاة: إذا أنكرت عليه المنكر؛ قال: هذا هو ما قدره الله علي؛ أتعترض على الله؟ ! فيحتج بالقدر على معاصي الله، ويقول: أنا عبد مسير! ثم يحتج أيضا بحديث: «" تحاج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت أبونا، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة؟ ! فقال له آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وكتب لك التوراة بيده! أتلومني على أمر قدره علي قبل يخلقني بأربعين سنة؟ ! . قال النبي عليه الصلاة والسلام: " فحج آدم موسى "؛ قالها ثلاثا» . وعند أحمد:«فحجه آدم» . وهي صريحة في أن آدم غلب موسى بالحجة.
قال: فهذا آدم لما اعترض عليه موسى؛ احتج عليه بالقدر، وآدم نبي، وموسى رسول، فسكت موسى؛ فلماذا تحتج عليَّ؟