للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح

ــ

؛ فإن (آمنت) تدل على طمأنينة بخبره أكثر من (صدقت) .

ولهذا؛ لو فسر الإيمان بالإقرار؛ لكان أجود؛ فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق؛ فتقول: أقر به؛ كما تقول: آمن به، وأقر له؛ كما تقول: آمن له. هذا في اللغة.

* وأما في الشرع؛ فقال المؤلف: " قول وعمل ".

* وهذا تعريف مجمل فصله المؤلف بقوله: " قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح ".

* فجعل المؤلف للقلب قولا وعملا، وجعل للسان قولا وعملا.

أما قول اللسان؛ فالأمر فيه واضح، وهو النطق، وأما عمله؛ فحركاته، وليست هي النطق، بل النطق ناشئ عنها إن سلمت من الخرس.

وأما قول القلب، فهو اعترافه وتصديقه. وأما عمله؛ فهو عبارة عن تحركه وإرادته؛ مثل الإخلاص في العمل؛ فهذا عمل قلب، وكذلك التوكل والرجاء والخوف؛ فالعمل ليس مجرد الطمأنينة في القلب، بل هناك حركة في القلب.

وأما عمل الجوارح؛ فواضح؛ ركوع، وسجود، وقيام، وقعود، فيكون عمل الجوارح إيمانا شرعا، لأن الحامل لهذا العمل هو الإيمان.

* فإذا قال قائل: أين الدليل على أن الإيمان يشمل هذه الأشياء؟

قلنا: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره» ؛ فهذا قول القلب. أما عمل القلب

<<  <  ج: ص:  >  >>