للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم والترضي عنهم والترحم والاستغفار وغير ذلك. وذلك للأمور التالية:

أولا: أنهم خير القرون في جميع الأمم، كما صرح بذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» .

ثانيا: أنهم هم الواسطة بين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين أمته، فمنهم تلقت الأمة عنه الشريعة.

ثالثا: ما كان على أيديهم من الفتوحات الواسعة العظيمة.

رابعا: أنهم نشروا الفضائل بين هذه الأمة من الصدق والنصح والأخلاق والآداب التي لا توجد عند غيرهم، ولا يعرف هذا من كان يقرأ عنهم من وراء جدر، بل لا يعرف هذا إلا من عاش في تاريخهم وعرف مناقبهم وفضائلهم وإيثارهم لله ولرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فنحن نشهد الله عز وجل على محبة هؤلاء الصحابة، ونثني عليهم بألسنتنا بما يستحقون، ونبرأ من طريقين ضالين: طريق الروافض الذين يسبون الصحابة ويغلون في آل البيت، ومن طريق النواصب الذين يبغضون آل البيت، وترى أن لآل البيت إذا كانوا صحابة ثلاثة حقوقة: حق الصحابة، وحق الإيمان، وحق القرابة من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقوله: " لأصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": سبق أن أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل من اجتمع به مؤمنا به ومات على ذلك، وسمي صاحبا، لأنه إذا اجتمع بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤمنا به، فقد التزم اتباعه، وهذا من خصائص صحبة

<<  <  ج: ص:  >  >>