للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة في الاجتماع وضدها الفرقة وإن كان لفظ الجماعة قد صار أسما لنفس القوم المجتمعين

ــ

قوله: " ولهذا ": اللام في قول: " ولهذا " للتعليل، أي: ومن أجل إيثارهم كلام الله وتقديم هدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

لتصديقهما والتزامهما وإيثارهما على غيرهما. ومن خالف الكتاب والسنة، وادعى أنه من أهل الكتاب والسنة، فهو كاذب، لأن من كان من أهل شيء لا بد أن يلزمه ويلتزم به.

الجماعة اسم مصدر يجتمع اجتماعا وجماعة، فالجماعة هي الاجتماع، فمعنى أهل الجماعة أهل الاجتماع، لأنهم مجتمعون على السنة، متالفون فيها، لا يضلل بعضهم بعضا، ولا يبدع بعضهم بعضا، بخلاف أهل البدع.

هذا استعمال ثان، حيث صار لفظ (الجماعة) عرفا: اسما للقوم المجتمعين.

وعلى ما قرره المؤلف تكون (الجماعة) في قولنا: " أهل السنة والجماعة ": معطوفة على (السنة) ، ولهذا عبر المؤلف بقوله: " سموا أهل الجماعة "، ولم يقل: سموا جماعة، فكيف يكونون أهل الجماعة وهم جماعة؟

نقول: الجماعة في الأصل: الاجتماع، فأهل الجماعة، يعني: أهل الاجتماع، لكن نقل اسم الجماعة إلى القوم المجتمعين نقلا عرفيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>