١ - عامة، وهي عبودية الربوبية، وهي لكل الخلق، قال تعالى:{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}[مريم: ٩٣] ، ويدخل في ذلك الكفار.
٢ - عبودية خاصة، وهي عبودية الطاعة العامة، قال تعالى:{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: ٦٣] ، وهذه تعم كل من تعبد لله بشرعه.
٣ - خاصة الخاصة، وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال تعالى عن نوح:{إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}[الإسراء: ٣] ، وقال عن محمد:{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا}[البقرة: ٢٣] ، وقال في آخرين من الرسل:{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}[صّ: ٤٥] .
فهذه العبودية المضافة إلى الرسل خاصة الخاصة؛ لأنه لا يباري أحد هؤلاء الرسل في العبودية.
قوله:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} أي: قضى ربك أن نحسن بالوالدين إحسانا.
والوالدان: يشمل الأم، والأب، ومن فوقهما، لكنه في الأم والأب أبلغ، وكلما قربا منك كانا أولى بالإحسان، والإحسان بذل المعروف، وفي قوله:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} بعد قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} دليل على أن حق الوالدين بعد حق الله عز وجل.
فإن قيل: فأين حق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
أجيب: بأن حق الله متضمن لحق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن الله لا يعبد إلا بما