قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مفتاح الجنة: لا إله إلا الله»(١) ، لكن من أتى بمفتاح لا أسنان له لا يفتح له.
قال شيخ الإسلام: إن المبتغي لا بد أن يكمل وسائل البغية، وإذا أكملها حرمت عليه النار تحريما مطلقا، وإن أتى بالحسنات على الوجه الأكمل؛ فإن النار تحرم عليه تحريما مطلقا، وإن أتى بشيء ناقص؛ فإن الابتغاء فيه نقص، فيكون تحريم النار عليه فيه نقص، لكن يمنعه ما معه من التوحيد من الخلود في النار، وكذا من زنى، أو شرب الخمر، أو سرق، فإذا فعل شيئا من ذلك ثم قال حين فعله؛ أشهد أن لا إله إلا الله أبتغي بذلك وجه الله؛ فهو كاذب في زعمه؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:«لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» ، فضلا عن أن يكون مبتغيا وجه الله.
وفي الحديث رد على المرجئة الذين يقولون: يكفي قول: لا إله إلا الله، دون ابتغاء وجه الله.
وفيه رد على الخوارج والمعتزلة؛ لأن ظاهر الحديث أن من فعل هذه المحرمات لا يخلد في النار، لكنه مستحق للعقوبة، وهم يقولون: إن فاعل الكبيرة مخلد في النار.
(١) الإمام أحمد في (المسند) ٥/٢٤٢، والهيثمي في (المجمع) ١/١٦، والخطيب في (المشكاة) ١/٩١، قال الهيثمي: (رواه أحمد والبزار وفيه القطاع) ، وضعفه الألباني في (الضعيفة) ٣/٤٧٧