التاسعة: التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات، من أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه. العاشرة: النص على أن الأرضين سبع كالسماوات.
ــ
التاسعة: التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات، مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه، فالبلاء من القائل لا من القول؛ لأنه قد يكون اختل شرط من الشروط؛ أو وجد مانع من الموانع؛ فإنها تخف بحسب ما عنده، أما القول نفسه؛ فيرجح بجميع المخلوقات.
العاشرة: النص على أن الأرضين سبع كالسماوات، لم يرد في القرآن تصريح بذلك، بل ورد صريحا أن السماوات سبع بقوله تعالى:{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ}[المؤمنون: ٨٦] ، لكن بالنسبة للأرضين لم يرد إلا قوله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[الطلاق: ١٢] ؛ فالمثلية بالكيفية غير مرادة لظهور الفرق بين السماء والأرض في الهيئة، والكيفية، والارتفاع، والحسن؛ فبقيت المثلية في العدد.
أما السنة؛ فهي صريحة جدا بأنها سبع؛ مثل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«من اقتطع شبرا من الأرض؛ طوقه يوم القيامة من سبع أرضين» . (١)
وقد اختلف في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«من سبع أرضين» ؛ كيف تكون سبعا؟
فقيل: المراد: القارات السبع، وهذا ليس بصحيح؛ لأن هذا يمتنع بالنسبة
(١) البخاري: بلفظ (من ظلم قيد شبر. . .) : كتاب المظالم/ باب إثم من ظلم شيئاً من الأرض، ومسلم: كتاب المساقاة/ باب تحريم الظلم وغصب الأرض