ومنها آية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم:{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}[البقرة: ١٦٧] . ذكر أنهم يحبون أندادهم كحب الله، فدل على أنهم يحبون الله حبًّا عظيمًا، ولم يدخلهم في الإسلام؛ فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله؟ ! وكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ولم يحب الله؟ !
ــ
قوله:(ومنها: آية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} .
فجعل الله المحبة شركًا إذا أحب شيئًا سوى الله كمحبته لله؛ فيكون مشركًا مع الله في المحبة، ولهذا يجب أن تكون محبة الله خالصة لا يشاركه فيها أحد حتى محبة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلولا أنه رسول ما وجبت طاعته ولا محبته إلا كما نحب أي مؤمن، ولا يمنع الإنسان من محبة غير الله، بل له أن يحب كل شيء تباح محبته؛ كالولد، والزوجة، ولكن لا يجعل ذلك كمحبة الله.
قال المؤلف: (فكيف بمن أحب الند أكبر من حب الله؟! وكيف بمن لم يحب إلا الند وحده ولم يحب الله؟!) .
فالأقسام أربعة:
الأول: أن يحب الله حبًّا أشد من غيره؛ فهذا هو التوحيد.
الثاني: أن يحب غير الله كمحبة الله، وهذا شرك.
الثالث: أن يحب غير الله أشد حبًّا من الله، وهذا أعظم مما قبله.
الرابع: أن يحب غير الله وليس في قلبه محبة لله تعالى، وهذا أعظم وأطم.