للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا؛ فيحمل النسك في الآية على المعنى الشرعي.

وقيل: تحمل على المعنى اللغوي؛ لأنه أعم؛ فالنسك العبادة، كأنه يقول: أنا لا أدعو إلا الله، ولا أعبد إلا الله، وهذا عام للدعاء والتعبد.

وإذا حملت على المعنى الشرعي؛ صارت خاصة في نوع من العبادات، وهي: الصلاة، والنسك، ويكون هذا كمثال، فإن الصلاة أعلى العبادات البدنية، والذبح أعلى العبادات المالية؛ لأنه على سبيل التعظيم لا يقع إلا قربة، هكذا قرر شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة.

ويحتاج إلى مناقشة في مسألة أن القربان أعلى أنواع العبادات المالية؛ فإن الزكاة لا شك أنها أعظم، وهي عبادة مالية.

وهناك رأي ثالث يقول: إن الصلاة هي الصلاة المعروفة شرعا، والنسك: العبادة مطلقا، ويكون ذلك من عطف العام على الخاص.

قوله: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} ، أي: حياتي وموتي؛ أي: التصرف في وتدبير أمري حيا وميتا لله.

وفي قوله: {صَلَاتِي وَنُسُكِي} إثبات توحيد العبادة.

وفي قوله: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} إثبات توحيد الربوبية.

قوله: (لله) ، خبر إن، والله: علم على الذات الإلهية، وأصله: الإله، فحذفت الهمزة؛ لكثرة الاستعمال تخفيفا.

وهو بمعنى مألوه؛ فهو فعال بمعنى مفعول، مثل غراس بمعنى مغروس، وفراش بمعنى مفروش، والمألوه: المحبوب المعظم.

قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، والمراد ب {الْعَالَمِينَ} : ما سوى الله، وسمي بذلك؛ لأنه علم على خالقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>