أجيب: بأن قوله: {مَا لَا يَخْلُقُ} عاد الضمير على (ما) باعتبار اللفظ؛ لأن (ما) اسم موصول، لفظها مفرد، لكن معناها الجمع؛ فهي صالحة بلفظها للمفرد، وبمعناها للجمع؛ كقوله:{مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ} .
قوله:{وَهُمْ يُخْلَقُونَ} عاد الضمير على (ما) باعتبار المعنى؛ كقوله:{وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} .
قوله:{وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا} ، أي: لا يقدرون على نصرهم لو هاجمهم عدو؛ لأن هؤلاء المعبودين قاصرون.
والنصر: الدفع عن المخذول بحيث ينتصر على عدوه.
قوله:{وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} ، بنصب أنفسهم على أنه مفعول مقدم، وليس من باب الاشتغال؛ لأن العامل لم يشتغل بضمير السابق.
أي: زيادة على ذلك هم عاجزون عن الانتصار لأنفسهم؛ فكيف ينصرون غيرهم؟!
فبين الله عجز هذه الأصنام، وأنها لا تصلح أن تكون معبودة من أربعة وجوه، هي: