يقل يسبحون في الليل؛ أي: أن تسبيحهم دائم، والتسبيح تنزيه الله عما لا يليق به.
٤ - أن لهم عقولا؛ إذ إن القلوب هي محل العقول خلافا لمن قال: إنهم لا يعقلون، ولأنهم يسبحون الله، ويطوفون بالبيت المعمور.
٥ - إثبات القول لله -سبحانه وتعالى -، وأنه متعلق بمشيئته؛ لأنه جاء بالشرط:{إِذَا فُزِّعَ} ، وإذا الشرطية تدل على حدوث الشرط والمشروط، خلافا للأشاعرة الذين يقولون: إن الله لا يتكلم بمشيئة، وإنما كلامه هو المعنى القائم بنفسه؛ فهو قائم بالله أزلي أبدي؛ كقيام العلم والقدرة والسمع والبصر.
ولا ريب أن هذا باطل، وأن حقيقته إنكار كلام الله، ولهذا يقولون: أن الله يتكلم بكلام نفسي أزلي أبدي، كما يقولون: هذا الكلام الذي سمعه موسى، وسمعه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل به جبريل على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيء مخلوق للتعبير عن كلام الله القائم بنفسه.
وهذا في الحقيقة قوله الجهمية؛ كما قال بعض المحققين من الأشاعرة: ليس بيننا وبين الجمهية فرق، فإننا اتفقنا على أن هذا الذي بين دفتي المصحف مخلوق، لكن نحن قلنا عبارة عن كلام الله، وهم قالوا: هو كلام الله.
٦ - إثبات أن قول الله حق، وهذا جاء في القرآن:{وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}[الأحزاب: ٤] ، وقال:{فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ}[ص: ٨٤] ؛ فالله تعالى لا يقول إلا حقا؛ لأنه هو الحق، ولا يصدر عن الحق إلا الحق.