للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن،»

ــ

[الصافات: ١٠] .

قوله: " ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض "، يحتمل أن يكون هذا من كلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو من كلام أبي هريرة، أو من كلام سفيان.

قوله: " وصفه سفيان بكفه "، أي: أنها واحد فوق الثاني، أي الأصابع: فالجن يتراكبون واحدا فوق الآخر، إلى أن يصلوا إلى السماء، فيقعدون لكل واحد مقعد خاص، قال تعالى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: ٩] .

قوله: " فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته "، أي: سمع أعلى المسترقين الكلمة، فيلقيها إلى من تحته؛ أي: يخبره بها، و"من": اسم موصول، وقوله: "تحته " شبه جملة صلة الموصول؛ لأنه ظرف.

قوله: «ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها» ، أي: يلقي الكلمة آخرهم الذي في الأرض على لسان الساحر أو الكاهن.

والسحر: عزائم ورقى وتعوذات تؤثر في بدن المسحور وقلبه وعقله وتفكيره.

والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.

وقد التبس على بعض طلبة العلم؛ فظنوا أنه كل من يخبر عن الغيب ولو فيما مضى؛ فهو كاهن، لكن ما مضى مما يقع في الأرض ليس غيبا مطلقا، بل هو غيب نسبي، مثل ما يقع في المسجد يعد غيبا بالنسبة لمن في الشارع، وليس غيبا بالنسبة لمن في المسجد.

وقد يتصل الإنسان بجني، فيخبره عما حدث في الأرض ولو كان بعيدا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>