للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الله عز وجل: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: ١٧١] .

ــ

والغلو: هو مجاوزة الحد في الثناء مدحا أو قدحا.

والقدح: يسمى ثناء، ومنه الجنازة التي مرت فأثنوا عليها شرا.

والغلو هنا: مجاوزة الحد في الثناء مدحا.

قوله: " الصالحين "، الصالح: هو الذي قام بحق الله وحق العباد، وفي هذه الترجمة إضافة الشيء إلى سببه بدون أن ينسب إلى الله بقوله: " أن سبب كفر بني آدم، وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين "، وهذا جائز إذا كان السبب حقيقة وصحيحا، وذلك إذا كان السبب قد ثبت من قبل الشرع أو الحس أو الواقع.

وقد قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لولا أنا؛ لكان في الدرك الأسفل من النار» ؛ يعني: عمه أبا طالب.

قوله: " وقول الله -عز وجل-"، يعني: وباب قول الله -عز وجل-.

قوله: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ} ، نداء، وهم اليهود والنصارى، والكتاب: التوراة لليهود، والإنجيل للنصارى.

قوله: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} ، أي: لا تتجاوزوا الحد مدحا أو قدحا، والأمر واقع كذلك بالنسبة لأهل الكتاب عموما؛ فإنهم غلوا في عيسى ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>