للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلوا مرتبة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دون مرتبة إبراهيم، لأنهم إذا جعلوه حبيب الله لم يفرقوا بينه وبين غيره من الناس؛ فإن الله يحب المحسنين والصابرين، وغيرهم ممن علق الله بفعلهم المحبة؛ فعلى رأيهم لا فرق بين الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيره، لكن الخلة ما ذكرها الله إلا لإبراهيم، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر أن الله اتخذه خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا.

فالمهم: أن العامة مشكل أمرهم، دائما يصفون الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه حبيب الله، فنقول: أخطأتم وتنقصتم نبيكم؛ فالرسول خليل الله؛ لأنكم إذا وصفتموه بالمحبة أنزلتموه عن بلوغ غايتها.

قوله: «فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا» ، هذا تعليل لقوله: ( «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل» ؛ فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس في قلبه خلة لأحد إلا لله - عز وجل.

قوله: «ولو كنت متخذا من أمتي خليلا؛ لاتخذت أبا بكر خليلا» .

وهذا نص صريح على أن أبا بكر أفضل من علي، رضي الله عنهما، وفي هذا رد على الرافضة الذين يزعمون أن عليا أفضل من أبي بكر.

وقوله: (لو) ، حرف امتناع لامتناع؛ فيمتنع الجواب لامتناع الشرط، وعلى هذا امتنع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اتخاذ أبي بكر خليلا؛ لأنه يمتنع أن يتخذ من أمته خليلا.

قوله: (ألا وإن من كان قبلكم) ، للتنبيه، وهذه الجملة في أثناء الحديث لكنه ابتدأها بالتنبيه لأهمية المقام.

قوله: (ألا فلا تتخذوا) ، هذا تنبيه آخر للنهي عن اتخاذ القبور مساجد، وهذا عام يشمل قبره وقبر غيره.

قوله: (فإني أنهاكم عن ذلك) ، هذا نهي باللفظ دون الأداة تأكيدا لهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>