للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمسلم عن ثوبان (رضي الله عنه) ؛ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض»

ــ

يكونون أحسن ممن سبقهم.

أما الصحابة؛ فلا أحد يساويهم في فضل الصحبة، حتى أفرادهم لا يمكن لأحد من التابعين أن يساويهم فيها مهما بلغ من الفضل؛ لأنه لم يدرك الصحبة.

مسألة: ما هي الحكمة من ابتلاء الأمة بهذا الأمر: (لتتبعن سنن. . .) إلخ، وأن يكون فيها من كل مساوئ من سبقها؟

الجواب: الحكمة ليتبين بذلك كمال الدين؛ فإن الدين يعارض كل هذه الأخلاق، فإذا كان يعارضها دل هذا على أن كل نقص في الأمم السابقة، فإن هذه الشريعة جاءت بتكميله؛ لأن الأشياء لا تتبين إلا بضدها؛ كما قيل:

وبضدها تتبين الأشياء.

(تنبيه) :

قوله: «حذو القذة بالقذة» لم أجده في مظانه في (الصحيحين) ؛ فليحرر. (١)

قوله: (زوى لي) ، بمعنى جمع وضم؛ أي: جمع له الأرض وضمها.


(١) قوله: حذو القذة بالقذة) لم تخرج في (الصحيحين) ، وإنما هي من حديث شداد بن أوس، أخرجه الإمام أحمد في المسند.

<<  <  ج: ص:  >  >>