وقال جابر:(الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد) . (١)
ــ
ولهذا فسرها بعضهم بأن الظالم لنفسه الذي لا يخرج الزكاة، والمقتصد من يخرج الزكاة ولا يتصدق، والسابق بالخيرات من يخرج الزكاة ويتصدق.
فتفسير عمر رضي الله عنه للطاغوت بالشيطان تفسير بالمثال؛ لأن الطاغوت أعم من الشيطان؛ فالأصنام تعتبر من الطواغيت؛ كما قال الله تعالى:{وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}[المائدة: ٦٠] ، والعلماء والأمراء الذين يضلون الناس يعتبرون طواغيت؛ لأنهم طغوا وزادوا ما ليس لهم به حق.
قوله:(الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد) .
هذا أيضا من باب التفسير بالمثال، حيث إنه جعل من جملة الطواغيت الكهان.
والكاهن؛ قيل: هو الذي يخبر عما في الضمير.
وقيل: الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
وكان هؤلاء الكهان تنزل عليهم الشياطين بما استرقوا من السمع من السماء، وكان كل حي من أحياء العرب لهم كاهن يستخدم الشياطين، فتسترق له السمع، فتأتي بخبر السماء إليه.
(١) علقه البخاري في (الصحيح) ـ كتاب التفسير، وقال ابن حجر في (الفتح) (٨/٢٥٢) : (وصله ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه) .