للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجبت: قال الحسن: رنة الشيطان (١) . إسناده جيد. ولأبي داود والنسائي وابن حبان في (صحيحه) لهم المسند منه (٢)

ــ

فإن قيل: قد صح عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سئل عن نبي من الأنبياء يخط، فقال: من وافق خطه، فذاك.

قلنا: يجاب عنه بجوابين:

الأول: أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علقه بأمر لا يتحقق الوصول إليه؛ لأنه قال: فمن وافق خطه فذاك، وما يدرينا هل وافق خطه أم لا؟

الثاني: أنه إذا كان الخط بالوحي من الله تعالى كما في حال هذا النبي، فلا بأس به؛ لأن الله يجعل له علامة ينزل الوحي بها بخطوط يعلمه إياها.

أما هذه الخطوط السحرية، فهي من الوحي الشيطاني، فإن قيل: طريقة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يسد الأبواب جميعا خاصة في موضوع الشرك، فلماذا لم يقطع ويسد هذا الباب؟

فالجواب: كان هذا - والله أعلم - أمر معلوم، وهو أن فيه نبيا من الأنبياء يخط، فلا بد أن يجيب عنه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قوله: (من الجبت) . سبق أن الجبت السحر، وعلى هذا فتكون (من)


(١) الإمام أحمد في (المسند) ٥/٦٠ ٠
(٢) أبو داود في (السنن) ٣٩٠٧، والنسائي في (الكبرى) كما في (تحفة الأشراف) ٨/٢٧٥، وبن حبان في (الصحيح) ٧/٦٥٦، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إسناده حسن (الفتاوى ٣٥/١٩٢) ، وكذلك النووي في (رياض الصالحين) ٦١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>