والنميمة كما هي من كبائر الذنوب، فهي في الحقيقة خلق ذميم، ولا ينبغي للإنسان أن يطيع النمام مهما كانت حاله، قال تعالى:{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}[القلم: ١٠، ١١] ، واعلم أن من نم إليك نم فيك أو منك، فاحذره.
وهي أيضا من أسباب فساد المجتمع؛ لأن هذا النمام إذا أراد أن يعتدي على كل صديقين متحابين، ويفرق بينهما بنميمته فسد المجتمع؛ لأن المجتمع مكون من أفراد، فإذا تفرقت صار كما قال الله عز وجل:{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}[الأنفال: ٤٦] ، وإذا لم يكن المجتمع كإنسان واحد، فإنه لا يمكن أن يكون مجتمعا، فهو أفراد متناثرة، والأفراد المتناثرة ليس لها قوة، ولهذا قال الشاعر:
لا تخاصم بواحد أهل بيت ... فضعيفان يغلبان قويا
وقال الآخر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا ... فإذا افترقن تكسرت أفرادا
ونحن لو تأملنا النصوص الشرعية، لوجدناها تحرم كل ما يكون سببا للتفرق والقطيعة، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( «ولا يبيع بعضكم على بيع أخيه» ، وقال:«لا»