«أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . رواه البزار بإسناد جيد. (١)
ــ
ومنه ما يحصل لبعض الناس إذ شرع في عمل، ثم حصل له في أوله تعثر تركه وتشاءم، فهذا غير جائز، بل يعتمد على الله ويتوكل عليه، ومادمت أنك تعلم أن في هذا الأمر خيرا، فغامر فيه ولا تشاءم؛ لأنك لم توفق فيه لأول مرة، فكم من إنسان لم يوفق في العمل أول مرة، ثم وفق في ثاني مرة أو ثالث مرة؟!
ويقال: إن الكسائي -إمام النحو- طلب النحو عدة مرات، ولكنه لم يوفق، فرأى نملة تحمل نواة تمر، فتصعد إلى الجدار، فتسقط، حتى كررت ذلك عدة مرات، ثم صعدت بها إلى الجدار وتجاوزته، فقال: سبحان الله! هذه النملة تكابد هذه النواة حتى نجحت، إذن أنا سأكابد على النحو حتى أنجح. فكابد، فصار إمام أهل الكوفة في النحو.
قوله:(أو تطير له) . بالبناء للمفعول، أي: أمر من يتطير له، مثل أن يأتي شخص، ويقول: سأسافر إلى المكان الفلاني، وأنت صاحب طير، وأريد أن تزجر طيرك لأنظر: هل هذه الوجهة مباركة أم لا، فمن فعل ذلك، فقد تبرأ منه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقوله:(من تطير) يشمل من تطير لنفسه، أو تطير لغيره.
(١) البزار في (المسند) (٣٠٤٤) ، والهيثمي في (المجمع) (٥/١١٨) . قال المنذري في (الترغيب) : (إسناده جيد) ، وقال الهيثمي: (ورجاله، رجال الصحيح) .