وعن ابن مسعود، قال:«أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله» . رواه عبد الرازق (١)
ــ
قريب من معنى الرحمة، وهو الفرج والتنفيس، واليأس من روح الله من كبائر الذنوب؛ لنتائجه السيئة.
قوله:" الأمن من مكر الله ". بأن يعصي الله مع استدراجه بالنعم، قال تعالى:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}[الأعراف: ١٨٢: ١٨٣] .
وظاهر هذا الحديث: الحصر، وليس كذلك؛ لأن هناك كبائر غير هذه، ولكن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجيب كل سائل بما يناسب حاله؛ فلعله رأى هذا السائل عنده شيء من الأمن من مكر الله، أو اليأس من روح الله، فأراد أن يبين له ذلك، وهذه مسألة ينبغي أن يفطن لها الإنسان فيما يأتي من النصوص الشرعية، مما ظاهره التعارض، فيحمل كل واحد منها على الحال المناسبة ليحصل التآلف بين النصوص الشرعية.
قوله في أثر ابن مسعود:" الإشراك بالله ": هذا أكبر الكبائر؛ لأنه انتهاك لأعظم الحقوق، وهو حق الله تعالى الذي أوجدك، وأعدك وأمدك؛ فلا أحد
(١) عبد الرازق في (المصنف) (١٠/ ٤٥٩) ، وابن جرير (٥/٢٦) ، والطبراني في (الكبير) (٨٧٨٣) .